ناشدت 60 عائلة منكوبة بمركز العبور «الإسكندرية» بحي سيدي عبدالقادر، وسط البليدة، في نداء مستعجل رفعوه للسلطات المسؤولة، قصد ترحيلهم في أقرب الآجال وانتشالهم من الأمراض والرطوبة وظروف العيش القاسية، خاصة وأن الأمطار الأخيرة، أجبرتهم على الاستنجاد بوحدات الإنقاذ للحماية، بسبب تسرب المياه إلى داخل مركزهم.
المنكوبون من العائلات المحصاة، أوضحوا لـ «الشعب»، أن الأمطار الأخيرة والمصحوبة بثلوج، حولت مركزهم الى حوض مائي عائم، بسبب تسرب المياه عبر الأسقف والجدران وأن ذلك استدعى تدخل وحدة للحماية المدنية لضخ المياه إلى الخارج، بعد أن ارتفع منسوبها بالداخل، وأنهم أصبحوا لا يقدرون تحمل ظروف العيش بمدرسة «انتهت مدة صلاحيتها» كعنوان للسكن، وأصبحت قاهرة وصعبة جدا ولم يعد بإمكانهم الاستمرار والعيش وسط الرطوبة الشديدة، ومياه قذرة تتسرب بشكل دوري وسط ما يشبه «الحارة»، ومادة الأميونت المنبعثة من سقف مشبع بها، وتساقط أيضا غبار سام سبب لهم أمراض الحساسية، التنفس والعيون.
وأضافوا، أن المعاناة تفاقمت بوفاة بعض نزلاء المركز، بسبب حالات اليأس والاكتئاب وانهيار المعنويات والظروف الصحية الخطيرة. كما أنهم باتوا ضحايا لهجمات القوارض والناموس الناقلة للأمراض، تولد عنها تعرض بعضهم للعض والتسمم، بل إنهم تفاجأوا، العام الماضي، بتسلل ثعبان إلى داخل «حارتهم»، أثار حالة استنفار بينهم.
وتؤكد ربات بيوت أن الأحوال الجوية الأخيرة، فاقمت أزمتهم، مضيفات أنهم يتقاسمون دورة مياه جماعية منذ سنوات. وذكرت العائلات المنكوبة، أن من بينها من وقعن ضحية حريق في مدينة بوعرفة مكان إقامتهم في الأول، منذ أكثر من 40 سنة، وأنه تم ترحيلهم إلى المدرسة بشكل ظرفي، على أن يتم التكفل بوضعهم لاحقا، واعتقدوا أن السلطات وقتها ستسوي وضعيتهم بشكل نهائي، إلا أن ذلك لم يحدث، وهم إلى يومنا هذا يعيشون حياة بائسة.
وتعترفن بأن الإدارة منحت الضحايا من العائلات قرارات موقعة، لكن الكلام بقي مجرد وعود فقط رغم الشكاوى المتكررة. وتضيف أخرى، بأن صبرهم نفد ولم يعد بمقدورهم الإقامة أكثر، خاصة مع التهديدات ووجود منحرفين بالجوار، داعين إلى التعجيل بترحيلهم قبل انهيار ما تبقى من جدران المدرسة الكارتونية، والتي تتوسط قلب مدينة البليدة.